إلتهاب الشّعيبات الهوائيّة(IBV) والكورونا
بعد انتشار مرض الكورونا في العالم (Covid 19) لم نعد نقرأ ونسمع سوى الأخبار عن هذا المرض الذّي انتشر بسرعة البرق في أكثريّة- إن لم يكن جميع- أرجاء المعمورة. غير أنّ هنالك خبر طريف- حتّى لا أقول غريب- استدعى إنتباهي فهو يقول:
إنّ العلماء في معهد أبحاث ميجال غليلة الإسرائيليّة قد يتمكّنون من إنتاج لقاح لمرض الكورونا بعد حوالي شهرين من الزّمن...
أمّا كيف؟
وهناك الخبر الرّائع... فقط باستعمال إحدى مخلّفات إنتاج لقاح إلتهاب الشّعيبات الهوائيّة (IBV) عند الفراخ...
فالمعروف أنّ مرض البرونكايتس عند الفراخ هو أيضاً فايروس من فصيلة الكورونا وقد تبيّن لهؤلاء العلماء أنّ بعض مخلّفات عمليّة إنتاج اللّقاح الخاصّ به تحتوي على جينات قد تحفّز المناعة ضدّ مرض الكورونا لدى الإنسان...
ربَّ ضارّة نافعة...
لكنّ الغريب العجيب في هذا الخبر هو التّأكيد بأنّهم سيبدأون الإختبارات الحقلية في خلال شهرين من الآن وبعد إجراء الفحوصات اللّازمة في مدّة لا تتعدّى التّسعين يوماً قد يبدأون الإنتاج التّجاري وتوزيع اللّقاح في جميع أنحاء العالم. وإنّهم يطلبون من شركات الأدوية العالميّة مساعدتهم في ذلك.
انتهى الخبر... وبدأ العجب...
معقول؟ كبريات شركات الأدوية العالميّة تعمل على ذلك منذ ظهور المرض والجميع يبشّرنا بعدم إمكانيّة إنتاج لقاح الكورونا قبل عام من اليوم والأسباب التّقنيّة عديدة ومعقّدة... أهمّها:
نوعيّة الفيروس وإمكانيّة تحوّره بسرعة فائقة.
وقد تختلف حقليّاً من بلد إلى آخر...
وقد تتحوّر جيناتها بسرعة قد تتعدّى سرعة دراستها...
وإذا خفّت حدّة المرض في فصل الصّيف وعادت لتنتشر في فصل الخريف كالإنفلونزا مثلاً فربّما تحوّرت جذريّاّ بحيث لم يعد للّلقاح نتيجته المنتظرة.
لكن من يدري؟
قد يكونون على حقّ. وقد يتمكّنون من إنتاج لقاحٍ جديد منبثق من لقاح إلتهاب الشّعيبات الهوائيّة للفراخ وتصبح فراخنا المنقذة الأولى من كارثة الكورونا التّي تهدّد جميع سكّان هذه المعمورة...
خبر يسرّ القلوب... خاصّةً بعد ما كانت الفراخ متّهمة بقتل عشرات الملايين من النّاس منذ أكثر من مئة عام بواسطة الإنفلونزا.
ماذا نفعل؟ أنهلّل لهذا الخبر؟ أم نطلب من اللّه تعالى أن يكون صحيحاً مهما كان مصدره؟...
أنحلم بخاتمة سعيدة لآلامنا المتجدّدة؟
ربّما... لكن أكثر ما أخشاه أن تتحوّل أحلامنا هذه إلى كابوس قاتل إذا أخطأ العلماء في أبحاثهم ونشروا في العالم نوعاً جديداً من الكورونا المتحدّر هذه المرّة من مرض الشّعيبات الهوائيّة للفراخ قد تكون نتائجه أكثر تدميراً من القنبلة الذرّيّة...