ندوة الطاولة المستديرة (PMRT)
يمكننا القول إنّ مناقشات الطاولة المستديرة لمشاكل صناعة الدواجن العربية على هامش معرض (VIV MEA) "فيف الشرق الأوسط" في أبو ظبي أواخر العام الماضي كان الحدث الأهم بنظري.
كحكيف لا؟ وقد جمع حواليه أهم وأنجح أقطاب صناعة الدواجن العربية. وطبعاً سيكون لهذه المناقشات صفحات خاصة في العدد القادم نتطرّق فيها بالتفصيل لآراء الكثيرين من الأقطاب الذين حضروا والذين تابعونا ولم يتمكنوا من الحضور...
وكما بات معروفاً كان موضوع المناقشة يتمحور حول مشاكل صناعة الدواجن عندنا.
إنّه موضوع شائق ومتفرّع ولا يمكن إعطاءه حقّه في مناقشة لا تتعدّى الثلاث ساعات وقد لا تكفينا ثلاث سنوات للتوغّل جيداً في تفاصيله.
فمشاكل صناعة الدواجن هي " كدود الخلّ منّه وفيه"...
وكما قال المهندس طوني فريجي متسائلاً: مشاكل صناعة الدواجن؟ إنّها خبزنا اليومي... فكلّ يوم تنبت عندنا مشكلة ما ، لا يعرفها إلّا الله تعالى... ونحن نردّد الكلام الشريف في الآية الكريمة " ويخلق الله ما لا تعلمون"...
وتطرّقت المناقشات إلى مشاكل استيراد الدواجن والإرتفاع الحاد بأسعارالذرة وكسبة الصويا وهي ركيزة أعلاف الدواجن.
كما كان الكلام عن تبادل الخبرات بين دول الشرق الأوسط والخليج في إنتاج وتسويق الدواجن بعدما قضت الكورونا على الكثير من الإتصالات الشخصية والإجتماعات والسفريات...
لكنّ أهمّ ما جرى بحثه ومناقشته كان موضوع إمكانية إنشاء "إتحاد صناعة الدواجن العربية" فالجميع كانوا متحمسين لهذه الفكرة حتى بدت لي كأنّها قراراً جماعياً لا ينقصه سوى التنفيذ...
لكن مع الأسف... تجري الرياح بما لا تشتهي السفن... صحيح أنّ الجميع يريد إنشاء نوع من الإتحاد بين أصحاب مشاريع الدواجن لكن القوانين تمنعنا من ذلك...
قد يتساءل البعض ما هي أهمية هذا الإتحاد؟... وكيف يمكن الإفادة منه؟ من يثق بمن ... لتبادل المعلومات والخبرات أكانت علمية وإنتاجية أو تسويقية؟؟؟
الحقيقة تقال: إذا تمكنّا من إنشاء هكذا اتحاد قد نكون ولجنا إلى مستقبل زاهر من بابه العريض...
تصوّروا أن يكون لصناعة الدواجن العربية مجمّع من المكاتب والمختبرات وعالم من المعلوماتية المتخصّصة... حيث يصبح عندنا بنك معلومات لهذه الصناعة... وبدلاً من طلب المعلومات من غوغل (Google) نصبح نحن من يعطي هذه المعلومات...
لن أسترسل كثيراً بالأحلام حيث إنّ الواقع قد يحطّم هذه الأحلام في مهدها.
لا يمكن عملياً إنشاء هكذا اتحاد سوى ضمن الجامعة العربية... ولا أعتقد أنّنا نحبّ السياسة والعمل عبرها لأنّنا نريد اتحاداً جامعاً منتجاً.
إذاً وفق أي قانون وفي أي بلد يمكننا تسجيل هكذا اتحاد. فالإتحاد يتطلّب مكاتب ولجان وموظفين ومراقبين و... مال... وأمين صندوق و...و...
معضلة لا يمكن حلّها إلّا بالإتفاق الرضائي... فمثلاً أن يسجّل الإتحاد في مصر مع مكاتب تمثيلية في أبو ظبي والأردن والسعودية والعكس بالعكس.
إنّ 2 إلى 5 بالمئة من ميزانيات كبرى الشركات العالمية تذهب إلى ما يسمّى البحث والتطوير (R&D) فلماذا لا يكون لنا شركة خاصة لا تبغي الربح مكوّنة من أقطاب صناعة الدواجن العربية فقط للأبحاث والتطوير؟
مهمة مستحيلة؟
لكن ألسنا نعيش في عصر المهمات المستحيلة؟؟؟