فساد الأعلاف في منطقتنا

أرقام وبيانات تخطّها أسعار العلف العالمية صعوداً وهبوطاً فأحياناً نتفاءل بالخير وأحياناً أخرى نسمع ناقوس الخطر يهدّد صناعة الإنتاج الحيواني بشكل عام وإنتاج الدواجن بشكل خاص.
العلف عنصر أساسي من عناصر الإنتاج وهو يكلّف المربّي ثلثي تكاليف الإنتاج وهو يلعب دوراً أساسياً في الإنتاجية وفي ربحية المربّي. أسعاره مرتبطة بالعرض والطلب وباللوجستية العالمية. ليس بإمكان المربّي التحكّم باللوجستية لكنّه يستطيع مراقبة جودة العلف والحدّ من تلوّثه كي لا يؤدّي إلى انتشار الجراثم والسموم الفطرية. لكن هل نلقي الّلوم بخسائر الإنتاج فقط على العلف؟ هل هو المسؤول الوحيد؟ ماذا عن الإدارة وعن تدابير الأمن الحيوي أليست عامل نجاح أو فشل في الإنتاج الداجني؟
بحسب آخر التقارير الصادرة عن مركز Market Research Future إنّه من المتوقّع أن يسجّل حجم سوق الأعلاف العالمية معدّل نمو سنوي بنسبة 4.5 %ٌ لتحقيق مبلغ 730 مليار دولار أميركي بحلول العام 2027.

لا شكّ أنّنا نعيش وسط أزمات لم نشهد لها مثيل، لكن هل نستسلم؟ هل ندع المربّي يستسلم؟ حياتنا مرتبطة بنوعية العلف وحياة الإنسان أيضاً التي يهدّدها الأفلاتوكسين، كما أنّ السالمونيلا والكمبيلوبكتر يحملان أضرار كبيرة لصحة الإنسان. حياتنا مرتبطة بإنتاجية المربّي لكن كيف ندعمه ونبثّ فيه روح التفاؤل ونحن لا نعلم إلى أين نحن سائرون؟

مشاكل في التربية والإنتاج ناتجة عن العلف الملوّث، ما هي الأسباب؟ ما هي الحلول؟ كيف نساعد المربّي؟ هل من يتتبّع المنشأ؟ هل من يراقب وهل من يراقب المراقب؟
نحن من هذا المنبر ندعو جميع خبراء الدواجن والباحثين والمربّين إلى مشاركتنا بآرائهم وأفكارهم ... يدنا ممدودة للمساعدة والتعاون، نحن بحاجة لدراسات وأبحاث معمّقة حول موضوع تلوّث العلف ونحن مستعدون لدعم الباحثين... معظمنا يرتكز على دراسات الغرب لكن من يقوم بدراسات معمّقة في منطقتنا العربية، ما هي أنواع السموم الفطرية الموجودة عندنا؟ كيف تلوثت أعلافنا؟ ألم تصدّر خامات الأعلاف ومركّباتها مع شهادات تثبت خلوّها من السموم الفطرية والجراثيم؟ هل تلوّثت أثناء التصدير؟ هل تلوّثت في مصانعنا؟ هل نفتقد إلى تدابير الأمن الحيوي؟
نريد دراسات حقلية تثبت بالأرقام نسبة تلوّث العلف في مصانعنا وتصنّف أنواع السموم والجراثيم بالأسماء. أيّ دراسات نقدّم للغرب في حال أرادوا معرفة واقع الأعلاف في منطقتنا؟ أيّ خبير يملك التفاصيل كافة؟ هل عندنا أبحاث موثوقة نقدّمها؟ ألسيت نتائج هذه الإختبارات الحقلية ركيزة للتربية الصحيحة؟ ألسيت قادرة على إبعاد شبح الخسارة عن المربّي؟ يد واحدة لا تصفّق، نحن جاهزون للتعاون مع مراكز الأبحاث والمزارع والجامعات والأطباء البيطريين ... مع كلّ من يسعى إلى تقديم خلاصة علمية تفيد المربّي وقطاع الإنتاج الداجني.
نريد ثورة عربية في مجال البحث العلمي، فلنتعاون في تقديم الأفضل لخدمة قطاع الإنتاج الداجني!!!