GhassanEdited01نعمة الخير

بعد طول غياب، ها أنا أعود إلى المملكة العربية السعودية لأشارك في معرض "دواجن الشرق الاوسط" في وقت تتزاحم فيه الشركات على عرض آخر منتجاتها في المملكة وتتجاذب فيه اموال الإستثمارات من كلّ حدب وصوب.

استمرّ المعرض لمدة 3 أيام لا تميّز فيه أوّل يوم من آخر يوم وسط ازدحام شديد من مختلف دول العالم.

وفي طريق العودة، كنت أفكّر وأستذكر بمن التقينا في المعرض وبالأحاديث التي دارت مع الزوّار وممثلي الشركات التي تعكس المشاكل من جهة ومن جهة أخرى الرغبة بالعمل والمتابعة في وقت تجتاح العالم مشاكل الأمراض والحروب ناهيك عن المشاكل الإقتصادية.

وكان يجلس بجانبي في الطائرة رجل تقيّ يشعّ منه الإيمان والمحبّة والتقوى فسألني أين كنت؟ وماذا أعمل؟

أخبرته عندئذ عن طبيعة عملنا وعن سبب تواجدنا في المملكة العربية السعودية وعن المعرض.

وأثناء الحديث عبّرت له عن خوفي وصلاتي الدائم إلى الله طالباً منه أن يبعد عناّ بلاء الأمراض ويعيد السلام إلى هذه المسكونة التي تتخبّط من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها بمختلف أنواع المشاكل.

وإذا بالرجل التقي يرمقني بنظرة غريبة قائلاً:" إنّ الله لم يعطنا إلّا الخير.

في الحقيقة، يتعايش الخير والشر كقوى متعارضة في عالم يزداد ترابطاً ببعضه البعض بفضل التقنيات الحديثة ، ويتنافسان على سكن قلوب وعقول الأفراد والمجتمعات. غالباً ما تولد الأمراض والأوبئة والحروب والصراعات والبُغض من الجهل والخوف وقد ابتليت بها البشرية لقرون عدّة .  فهي سامّة تدمّر صحتنا ومزارعنا ومحاصيلنا وعائلاتنا.  وقد أعطانا الله عزّ وجلّ دفاعات للتصدّي لها . لقد زوّد كل مخلوق في الطبيعة بآليات لإبعاد الشر والسموم.

إن أخذنا جسم الإنسان كمثال: هل تدرك أن لدينا 3 أعضاء فقط للهضم والإستيعاب

 ( وهي الفم والمعدة والأمعاء) وأكثر من 6 أعضاء للدفاع عنّا ، لتنقية الجسم وتنظيفه ورفض السموم ( وهي الكبد والبنكرياس والطحال والكلى والجهاز المناعي).

لنأخذ مثالاً آخر "التنفّس": عضلات الصدر تزفر الهواء القذر قبل الإستنشاق. فترمي ثاني أكسيد الكربون السّام، ثم تسمح باستنشاق الأكسجين المفيد. خذ العبرة من الطبيعة: - نظّف مزرعتك قبل إيواء قطيع جديد

  • أبعد الكائنات المعدية بعيدا قدر المستطاع
  • حدّث دوماً معلوماتك وأدواتك
  • كُفّ عن كراهية الآخرين لأنهم مختلفون
  • أعطِ قبل أن تأخذ

بعد كلّ ذلك السلام والصحة هنا لا مُحال، إنّها هبة من الخالق. ولا تنسَ كما لو كنت لن تتوقف عن التنفس أبداً ، ولا تتعب أبداً من التنظيف وإبعاد السموم. لا كُفّ عن الصلاة والتوسًل من أجل السلام والصحة والثروة،  واحمد اله بدلاً من ذلك، على الطاقة التي قدّمها لنا لمتابعة علومنا والمحافظة على النظافة والحماية والعطاء...  وهنا حملتني هذه الكلمات إلى الحلم بعالم يمكن فيه هزيمة الشرّ.

        إلى أين من هنا؟

       إلى الخير والمحبّة والعطاء ونظافة القلوب والإيمان العميق والمعمّق...

هكذا يجب بناء إنسان الإنسانية المتعثّرة... فمستقبل هذه الكرة الخضراء هي دوماً على عاتقنا...

ألم يقل الله "قمُ يا عبدي لأقوم معك؟؟؟"

Arabic translation. 

November 2024
S M T W T F S
27 28 29 30 31 1 2
3 4 5 6 7 8 9
10 11 12 13 14 15 16
17 18 19 20 21 22 23
24 25 26 27 28 29 30

4389 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع