هل...بل ربّما متى ستنقرض صناعة الدواجن؟
لم تُعد قصّة إنتاج وصناعة لحوم وبيض الدجاج مثل قصّة السفر بين النجوم وأفلام "ستار تيك" (Star Trek)بل أصبحت اليوم حقيقة واضحة ومستقبل واعد.
آخر الاخبار المثيرة أنّ الشركات الأميركية الضخمة حتى الأوروبية والفرنسية وغيرها من البلدان مثل سنغافورة قد بدأت فعلاً بتصنيع وتسويق بيض الدجاج....
صحيح أنّها لم تبدأ بعد بتصنيع البيضة كاملة بشكلها المعروف لكنّها تنتج وتبيع منتج مخفوق البيض- أي البيضة بدون قشرتها وتوزّعها على المطاعم والنوادي الصحية المتخصّصة وذلك طبعاً- أقلّه حتى الآن- بأسعار مضاعفة إذ إنّها تحتوي على نسبة عالية من العناصر الغذائية كالبروتين والتي تزيد نسبته عن 15% عن البيض الطبيعي عدا احتوائها على الأوميغا 3 أكثر من السلمون وعلى الزنك أكثر من صفد البحر وعلى البروبيوتيك أكثر من الزبادي وعلى مضادات الأكسدة وغيرها ممّا يحتاجه جسم الإنسان لمقاومة الأمراض.
وتعتمد صناعة البيض على الأعشاب البحرية (Alguae) الأحادية الخلية والمسمّاة "أوغلينا" (Euglena) وبينما يعتبرها منتجو البيض الصناعي خلية نباتية يصنّفها الكثير من العملاء المتخصّصين بأنّها خلية حيوانية.
لكن ما همّنا من كلّ ذلك؟ فكما يقول المثل " تعدّدت الأسباب والموت واحد"... كذلك بالنسبة لنا إذا كانت هذه الخلية من أصل حيواني فالمصيبة عظيمة وإذا كانت من اصل نباتي فالمصيبة أعظم...
تُرى هل ستنقرض صناعة الدواجن؟...
وهل نحن مستعدّون لذلك؟
ماذا عن أصحاب مشاريع الدواجن الضخمة؟
ماذا عن الشركات العالمية في تأصيل الدواجن؟
وماذا عن الشركات المتخصّصة بالصحّة الحيوانية؟
وماذا تخطّط لهكذا مستقبل وهي لا تزال تنفق مليارات الدولارات على الأبحاث والتطوير؟
فصناعة بيض المائدة أصبحت حقيقة علمية لا يمكننا التغاضي عنها… وقد علّمنا التاريخ أنّ من سار على الدرب وصل…فهل ندفن رؤوسنا في الرمال كالنعام؟… ثمّ ماذا يمكننا أن نعمل؟
هل بإمكاننا وقف التقدّم والتكنولوجيا؟… ثمّ ما هي حججنا والعالم كلّه يساند هذه الصناعة أذ إنّها تجمع بين الرفق بالحيوان وتحسين بيئة الإنسان وإنتاج نوعية عالية من البيض الطبيعي المغذّي جداً فكيف يمكننا إيقافها؟
إلى أين من هنا؟
ربّما حان الوقت لإنشاء كونسورتيوم كبير يجمع أضخم شركات صناعة الدواجن في العالم للتحضّر إلى هذا المستقبل… أمّا كيف؟… ومتى؟ وكم؟
الله أعلم
فمتطلّبات الحياة أصبحت كثيرة وزادت تعقيداً بتضاعف سكّان هذه المعمورة…وأصبحنا في حروب دائمة ليست فقط قتالية بين الشعوب بل أيضاً صناعية وتكنولوجية حتى يبقى الأقوى ويزول الأضعف
إذاً ببساطة علينا الإتحاد والتخطيط للبقاء أقوى … وإلّا التراجع والزوال
