لنا كلمة: الإدارة
مئات الآلاف وربّما الملايين من الدّراسات والمقالات العلميّة تناولت موضوع الإدارة في صناعة الدّواجن.
الحقيقة تقال إنّ كلمة إدارة هي ليست حصراً لنا نحن مربّو الدّواجن بل هي كلمة معترف بها لجميع الإختصاصات العالميّة من الزّراعة إلى البناء وصولاً إلى أكبر شركات التّكنولوجيا والإتّصالات.
يقولون إنّ النّتائج الجيّدة من الإدارة الجيّدة.
ونتطلّع غرباً فنرى المدراء والمدراء العامّين – وقد أصبحوا كثر- يتربّعون في مراكزهم بفخر واعتزاز لكن عندما تقترب من كيفيّة عملهم وعيشهم لن تتفاجأ فقط من البذخ في حياتهم العائليّة والإجتماعيّة بل في حياتهم الشّخصيّة المزرية؟
فهم مراقبون تكنولوجيّاً 24/24 ساعة. جميع أعمالهم تراقبها كما نتائجها أجهزة متطوّرة لا أحد يعرف كيف ومتى وأين...
الحمد للّه أنّ ذلك لا يحدث عندنا.
فالمدير أو الرّئيس إمّا هو صاحب المصلحة أو شريك فيها أو إنّه بعد سنوات من العمل قد وصل إلى أعلى المراكز من شركته.
إلى أين من هنا؟
إلى محاولة دراسة المدراء عندنا.
لأننا لا زلنا نعمل بضمير وعاطفة أصبح يفتقر لها الغرب.
قد يكون الغرب محقّاً في أعماله بعد التّقدّم السّريع في عالم تكنولوجيا الإتّصالات والأدمغة الإلكترونيّة وربّما من البديهي أن تكون نتائج المدراء عندهم أفضل من النّتائج التي نحصل عليها من المديرين عندنا...
أين هي الحقيقة؟
وهل يحقّ لنا أن نختار ونحن نركض ونلهث في عالمنا الثّالث حتى لا نصل إلى الرّابع؟
فنحن نعمل أخلاقيّاً ونعمل عاطفيّأً حتّى أنّنا نعمل عشائريّاً ونتساءل- بسجاذة أو تذاكي لا فرق- لماذا إدارتنا ليست جيّدة؟
حسن الإدارة عندنا يتطلّب منّا عملاً أكثر وعاطفة أقلّ...
يتطلّب منّا التّفاني والإخلاص للمصلحة حتّى قبل العائلة...
يتطلّب تنظيم العمل الجماعي واقتباس كلّ ما هو جديد لحسن سير الشّركة...
يتطلّب منّا باختصار التّضحية بالكثير للحصول على ما نصبو إليه...
أين أنتم من كلّ هذا أيّها المدراء العاملون تحت شمسنا الحارقة وسهولنا الخضراء وعواطفنا الجيّاشة؟