علاج الحالات المرضيّة المشتركة أو المعّقدة في الدّواجن هي سمة العصر

 turkiSarakbi.125

إعداد: د. تركي سراقبي

 اليمن

لقد أصبحت معظم الحالات المرضيّة في الدّواجن مشتركة ومعقدة بأكثر من سبب وعامل وخصوصاً الأمراض التّنفسية والهضميّة، وأصبحنا لا نرى في الواقع مرضاً منفرداً مثل مرض النيوكاسل فقط، آي بي فقط، سالمونيلا فقط، وعلى العكس تماماً نرى حالات معقّدة أشهرها المرض التنفسي المزمن المعقد (مايكوبلازما + اي كولاي)، (كوكسيديا+ كلوستريديا)، (كوكسيديا+ كلوستريديا+ اي كولاي)، (أنفلونزا إتش9 إن2 + إي كولاي أو مايكوبلازما أو سموم فطرية أو نيوكاسلأو آي بي، الخ....)، تسمّمات فطريّة مشتركة (التّلوث بعدّة أنواع من السّموم الفطريّة معاً) إلخ...والتي ترفع معدّلات النّفوق حول العالم.

وعلينا في هذه الحالة المعقّدة الملتبسة أن نطوّر ونحسّن إستراتيجيات التّدخل، معرفة الممرّضات الدّوارة حولنا وتحديد هوياتها وخصائصها. ونتيجة لفقدان الوسائل التّشخيصية المتطوّرة في كثير من بلادنا ومناطقنالم يكن معروفاً أي الممرّضات التي أدّت إلى ارتفاع معدّلات النّافق في المشكلات التّنفسية المعقّدة. وهذا يجعل هدفنا الأول هو تحديد ما إذا كانت الممرّضات الرّئيسية أو الأوّلية تشمل المايكوبلازما جاليسيبتكم، المايكوبلازما سينوفي، فيروس إنفلونزا الطيور، فيروس الآي بي، أو الفيروسات الرّئوية (ميتا نيموفيروس) والمعروف وجودها في المناطق أو الأقطار المجاورة.

وقد بيّنت كثير من البحوث وجود حالات من تعدّد العدوى (multi-infections)، وكان لافتاً أنّ معظم الإصابات الفيروسية كانت مشتركة مع المايكوبلازما جاليسيبتكم التي يمكنها أن تفاقم المرض الأكلينيكي، وقد توجد ممرّضات أخرى إضافيّة يجب البحث عنها قد تزيد معدّل النّفوق في القطيع وهذا يبيّن الحاجة الماسّة لاعتماد إستراتيجيات أكثر كفاءة في تشخيصومكافحة مثل هذه الحالات المعقّدة.

فكيف نتدخّل في مثل هذه الحالات المعقّدة؟

أوّلاً: تطبيق برنامج بايوسيكيوريتي شديد وصارم للقضاء على معظم الممرّضات إن لم يكن جميعها أو على الأقلّ إنقاص عددها إلى أصغر شيء ممكن (التّنظيف والتّطهير).

ثانياً: وضع برنامج مكافحة لجميع الأمراض في المزرعة أو المنطقة.

ثالثاً: التّدخّل في الحالة عند وقوعها:

  1. إجراء الصّفة التّشريحية لأكبر عدد من الطيور النّافقة وتحديد صورة المرض المتكرّرة وبالتّالي تحديد المرض الغالب في الحالة (مثلاًوجود إلتهاب أكياس هوائيّة (٩٠٪؜) وإلتهاب محفظة الكبد وتامور القلب (١٠٪؜) فنرجّح أنّ العامل الرئيسي هو المايكوبلازما او آي بي مع مايكوبلازما .
  2. اختيار العلاج للحالة المرجحة (المايكوبلازما في الحالة السابقة) مثل التايلوزين أو التياموتين أو التلمايكوسين. وإذا كانت نسب الآفات المرضيّة التّشريحية تجعلنا نرجّح الاي كولاي فننصح بإعطاء الانروفلوكسازين او الدوكسيسايكلين. أو دواء مركّب من مضادان أو أكثر يعمل ضدّ البكتريا سالبة الجرام والمايكوبلازما معاً.
  3. وغالباً ما ننصح بعلاج مركّب أو أحادي ولكن يؤثّر على الميكروبين (مايكوبلازما + اي كولاي) مثل التايلودوكسين مثلاً.
  4. إذا وجدنا بالتّشريح حالة مركّبة من (الجمبورو+ كوكسيديا+ كلوستريديا) نعالج الكوكسيديا والكلوستريديا مع إضافة رافعات المناعة لتخفيف الكبت المناعي الذي يسبّبه مرض جامبورو.
  5. وفي جميع الحالات، يفضّل إعطاء علاج داعم مثل الفيتامينات ورافعات المناعة. (في مثل هذه الحالات نعطي الدّواء النّوعي في الصّباح والدّاعم بعد الظهر).

أمثلة من العدوى المشتركة

 

تحدث العدوى المشتركة أو المعقّدة وتؤدّي إلى مرض إكلينيكي تصعب السّيطرة عليه ومنع أضراره وخسائره. ومن أكثر الأمثلة عليها هو عدوى فيروس الأنفلونزا ضعيف أو منخفض الإمراضية الذي قد لا نلحظه بمفرده ولكنه كبير التأثير في العدوى المشتركة مثل:

  • أنفلونزا إتش9 إن2 + فيروس الآي بي
  • أنفلونزا إتش9 إن2 + فيروس مرض النيوكاسل
  • أنفلونزا إتش9 إن2 + فيروس مرض النيوكاسل + فيروس الآي بي
  • أنفلونزا إتش9 إن2 + مايكوبلازما جاليسيبتكم
  • أنفلونزا إتش9 إن2 + عنصر كابت للمناعة مثل الجامبورو، الأنيميا، الخ....
  • أنفلونزا إتش9 إن2 + أي كابت للمناعة مثل فيروس مرض ماريك، السّموم الفطرية، الإجهاد البيئي، الخ...

عدوى فيروسيّ والأنفلونزا (إتش9إن2)  ومرض النيوكاسل المشتركة

في العدوى المشتركة بين فيروس أنفلونزا الطّيور منخفض الإمراضية وفيروس مرض النيوكاسل يكون من إلهام الإنتباه إلى التّداخل بينهما وأنّ كليهما يعشق الجهاز التّنفسي وأنّ إستخدام لقاحات النيوكاسل التّنفسية تحدث مناعة وحماية موضعيّة لكنّها ضعيفة الإمراضية حيث يكون تكاثر فيروس النيوكاسل في هذه الحالة منخفضاً. ولأنّ كلا الفيروسين يمسك بحمض السياليك (sialic acid–linked glycoconjugates) على خلايا العائل فقد يتنافسون على آليات خلايا العائل أثناء التّكاثر الفيروسي. إنّ العدوى المشتركة لفيروسي النيوكاسل والأنفلونزا المنخفضة الإمراضية في البطّ أدّت إلى عدد أكبر من النتائج الإيجابية المكتشفة لفيروس مرض النيوكاسل في المسحات المجمعيّة المفحوصة. وعلى كلٍّ، لم تغير هذه الديناميكيات التّكاثرية الحادثة من العلامات الإكلينيكية. وفي هذه الحالة، فإنّالمعدل التكاثري المنخفض وعدم وجود تغيير في العلامات الاكلينيكية يجعل التّشخيص مشكلة: في بعض الحالات، من المحتمل أنّ العدوى المشتركة تتداخل مع معدّلات مرض النيوكاسل الضدية. وفي دراسة أخرى تمّت مقارنة مرض النيوكاسل لوحده مع عدوى مشتركة بين فيروسي النيوكاسل (نوع جيني 7 و 8)  والتي بيّنت أنّ العلامات والآفات الأكلينيكية كانت مشابهة لحالات النيوكاسل المنفرد بإستثناء درجة الشّدة التي كانت أعلى في العدوى المشتركة. وأكثر من ذلك، تمّ إكتشاف عدوى إي كولاي ممرضة ومايكوبلازما في معظم الطّيور المريضة والنّافقة من قطعان العدوى المشتركة أثناء تقدّم المرض الإكلينيكي. والصورة الشاملة أضاءت أهمية وخطورة المرض المتعدّد الأسباب (multi-factorialdisease complexity) في الدّواجن التجارية.

picc

عدوى الأنفلونزا إتش9 إن2 و / أو فيروس مرض النيوكاسل (عترة بيوديت)

(تمّ تحدي كتاكيت خالية من الممرّضات بعمر (3 أسابيع) بفيروس أنفلونزا إتش9إن2 (تقطير في الأنف) أو بفيروس مرض النيوكاسل (عترة بيوديت) (في العين) أو كلاهما ومراقبتهم لمدّة أسبوعين بعد التّحدي وملاحظة الهبوط والوهن (العمود البيج)، إلتهاب الرّغامى (الأحمر) والنّفوق (الأزرق): معدّل من أ. د. غاري بوتشر

November 2024
S M T W T F S
27 28 29 30 31 1 2
3 4 5 6 7 8 9
10 11 12 13 14 15 16
17 18 19 20 21 22 23
24 25 26 27 28 29 30

4889 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع