كيف ينتقل فيروس الأدينو في الدواجن

إعداد: د. ميلاد إبراهيم عريبي - العراق

يتساءل أكثر من طبيب وطبيبة عن الأدينو فيروس، وأنا بدوري سوف أجيب على أكثر من سؤال بخصوص هذا الموضوع، حتى ولو بشكلٍ بسيط لكي يفهم الجميع ما هو الأدينو بمنظوري الخاصّ.

كيف ينتقل فيروس الأدينو؟
يمكن ان ينتقل فيروس الأدينو عن طريق البيض إلى الجنين، وكذلك يمكن أن ينتقل الضد (Ab) أيضاً، وسوف يكون الفيروس بوضعية الكمون في الفراخ (الفروج) لغاية إنتهاء الاجسام المناعية الامية من جسمه، ووجود الأسباب التي تؤدّي إلى ظهوره على شكل تسمّم أو أمراض تسبّب التثبيط المناعي.
وتجدر الإشارة إلى أنّه لا يمكن معرفة الإصابة بواسطة جهاز القياس الإيلايزا، ووجود الأجسام المناعية لفيروس الأدينو، لأنّنا لن نستطيع معرفة هذه الاجسام هل هي ناتجة عن إصابه أو من جرّاء التلقيح. لذلك يجب علينا عند تشخيص فيروس الأدينو في الأفراخ أن نستخدم جهاز الإيلايزا وجهاز الـ (PCR). الأول لمعرفة كمّية الأضداد، وما هي الفترة اللاّزمة لبقائها في الطير، ورسم برنامج لقاحي للأدينو؛ بغضّ النظر عن هذه الأجسام إذا كانت ناتجة عن إصابة أو قد تمّ تلقيح الأمّ. أمّا بواسطة الـ (PCR) فنشخّص إذا كان الفيروس موجوداً في الأفراخ أم لا، وفي حال ثبُت وجود الفيروس، ما هي كمّية الـ (CT) للفيروس. ولا ننسى يمكن الإعتماد على الـ (CT) في مقدرة وقوّة الفيروس في الأفراخ.

خلاصة
عندما نريد أن نشخّص فيروس الأدينو في الافراخ، بغض النظر إذا كنّا نعرف لقاحات الأمّات وبرنامج التلقيح وجب علينا:
١- فحص الأفراخ بواسطة الـ (Elisa) لمعرفة كمّية الـ (Ab) من الأمّ، ورسم برنامج لقاحي للأفراخ.
٢- فحص الأفراخ بواسطة الـ (PCR)لمعرفة الـ (CT) للفيروس (virus loaded) والتي من خلالها نستطيع أن نتأكّد بشكل دقيق وجود الفيروس في الافراخ.

يمكن إنتقال فيروس الأدينو من البط إلى الدجاج
قد ثبُت تسجيل حالات إنتقال فيروس الأدينو من الحمام والعصافير إلى الدجاج؛ لذلك لا أستبعد إنتقال فيروس الأدينو من الحمام إلى الدجاج في القاعات ذات الأمن الحيوي الغير جيّد، ومن جرّاء ذلك قد نظلم أصحاب البيض والمفاقس في نشر هذا المرض، وفي الحقيقة هم غير مسؤولون عن هذا الحدث.
كذلك من خلال إستنتاجاتي، يمكن أن تكون الطيور البرّية بمثابة ناقل للفيروس (carriers) بدون إصابة الطير البرّي وذلك نتيجة لإستهلاك هذه الطيور مخلّفات الدواجن المُصابة التي يستخدمها أغلب المزارعين كسماد للأراضي الزراعية بعد التخلّص منها من قاعات الدواجن.

إنّ الأجسام المناعية التي تنتقل من الأم إلى الجنين سوف لن تحمي الجنين من الإصابة بالأنواع الأخرى من فيروس الأدينو، فمثلاً، إذا كانت الأمّ قد تمّ تلقيحها ضد الضرب المصلي (FAdv8)؛ لن تحمي الأجسام المناعية إذا حصلت إصابة بالضرب المصلي (FAdv4)؛ وهكذا يجري لبقية الأنواع، أي بمعنى، سوف تعطينا الإصابة أضداد (against antibodies) للضرب المصلي الذي أصاب الأمّ أثناء فتره التربية.
من خلال مشاهداتي الحقلية، قد لحظت بعض الإصابات بفيروس الأدينو لدى أفراخ في أعمار أكثر من ٢٤ يوماً. تكون الإصابة نموذجية (typical) في الطيور المشرّحة، ولكن تكون نسبة الإصابة بسيطة جدًّا، وغير مؤثّرة؛ مثلاً، قاعة دواجن يمكث فيها ٦٠٠٠ طير، تكون الإصابة اليومية بمعدّل ٦ طيور يوميًّا، والهلاكات متدنية؛ وبعد الرجوع إلى مصدر الأمّات، فقد وُجدت هذه الأخيرة مصابة بفيروس الأدينو في التربية، وكانت نسبه الاجسام المضادة للفيروس والمنقولة إلى الأفراخ عند فحصها بواسطة الـ (Elisa) اكثر من 8000 titration. لذلك الأجسام المناعية لدى الأفراخ كانت عالية، وفيروس الأدينو في وضع ومرحلة (latent)، ولم يستطيع الهروب من الـ (Antibodies).
أمّا لو أصيب القطيع ببعض الأمراض التي تنتج تثبيط مناعي (immunosuppressive)، أو سموم علفية، أو أي إجهاد، سوف تقلّ نسبة الـ (titter)، وبالتالي سوف تحدث الإصابة وتكون جدًّا شديدة.
كذلك يمكن أن ينتقل فيروس الأدينو عن طريق قشرة البيض، وذلك لوجود طيور أخرى مُصابة تبيض في العشّ نفسه، وعن طريق الفضلات أو الريش المحمّل بالفضلات؛ وبعد عملية الفقس سوف ينتقل الفيروس عن طريق التلامس، أو الأكل، أو الإستنشاق، ويعتبر هذا الانتقال أُفقيًّا، لذلك وجب تعقيم البيض تعقيماً جيّدا قبل دخول الحاضنات.
ويمكن عزل فيروس الأدينو في اليوم الأول من الإصابة، ولكن يصل الـ (shedding) إلى ذروته في الأسبوع الثالث. وعندما تنخفض (MDA)، تكون الذروة بين الأسبوع الرابع إلى الأسبوع السادس؛ ويمكن أن يستمرّ لغاية ١٤ أسبوعاً بعد الاصابة.
لقد قرأت الكثير من الأبحاث الرصينة عن (adenovirus infection)، ووجدت أنّ غالبية الحالات هي (sub clinical)، وذلك لسبب مهمّ جدًّا هو وجود (maternal antibodies)، والسبب المهمI الثاني هو (low virulence) لبعض الضروب المصلية، وهذان السببان هما الدليل على وجود الفيروس، وعدم ضهوره. لذلك، العلماء بالأغلبية يقولون إنّ معظم الأفراخ المفحوصة هي حاوية على فيروس الأدينو.
بالنسبة لظروف القاعة العادية، لا توجد مشاكل في الإصابة بـ (FAdv) عندما تكون (MDA) عالية. ولكن، بعد أن يقلّ الـ (titter)، يبدأ فيروس الأدينو للخروج من الوضعية الكامنة إلى الوضعية النشطة، ويبدأ بالتكاثر الأولي؛ ربّما تكون (a cell free viremia)، وهذه ميزة لفيروس الأدينو، ممّا يؤدّي إلى إنتشار الفيروس في جميع أعضاء الجسم خلال مراحل تكاثر الفيروس وتطوّره، باستثناء جهازين لا يصيبهما فيروس الأدينو، وهما :
- الجهاز العصبي المركزي (central nervous system) والخصي.

ولكن، فقد إستنتج العلماء أنّ فيروس الأدينو يمكن أن يوجد في المني (present in semen).
أهمّ مواقع لتكرار الفيروس هي الأمعاء، والكبد. ولكن الأبحاث الأخيرة، وحسب العيّنات التي أرسلها دائماً لفحص الأدينو بواسطة الـ (PCR)، لوحظ وجود (virul load)، أو بالأحرى أعلى (CT) كان في (liver , cecal tonsils, bursa). وتصل ذروة الـ (CT) في هذه الأعضاء إلى أقلّ من 12.

تزداد حدّة فيروس الأدينو وقوّته عند ذروة الإنتاج، وخصوصاً عندما يصل عمر الأمّات ما بين 31 و39 أسبوعاً بسبب زيادة (steroid hormones and stress)، والذي سوف يتحوّل من مرحلة (latency)، إلى مرحلة الـ (Activation)، لذلك سوف ينتقل الفيروس من الأمّات إلى الأجنّة خلال مرحلة تزايد الهرمونات، والاجهاد الذي سوف يؤدّي إلى (immunosuppressive)، وبالتالي تنشيط الفيروس.

أخيراً وليس أخراً، لا يعني الكشف والتشخيص بواسطة الـ (PCR) لفيروس الأدينو في حدّ ذاته مرضاً سريريًّا يصيب القاعة، وذلك بسبب عزل وتشخيص هذا الفيروس في دجاج سليم وغير مصاب بهذا المرض، ولكن لوجود هذا الفيروس بصورة طبيعية في البيئة التي يعيش فيها الدجاج، وهذه نقطة مهمّة جدًّا لأصحاب المختبرات التي يجب الأخذ بها.