الإستدامة في إنتاج الثروة الحيوانية: ممارسات مستدامة للحفاظ على البيئة وتحقيق الإنتاجية
يواجه قطاع الثروة الحيوانية في الوطن العربي تحدّيات كبيرة لتحقيق التوازن بين حجم الإنتاج وتحقيق الأمن الغذائي، الذي يتطلّب الإلتزام بقوانين ولوائح حماية البيئة، ومشاريع الإستدامة الوطنية والعالمية. وقد تمَّ فرض هذه التحدّيات بسبب تنامي أعداد السكّان، الذي تسبّب بارتفاع الطلب على الغذاء الآمن والمستدام.
تسعى الشركات، والأفراد، والمزارعين إلى تنفيذ وتطبيق الممارسات البيئية والإنتاجية في تربية، وتغذية، ورعاية الحيوانات، لتحقيق أنظمة إنتاجية مستدامة، وفعّالة، وآمنة في نفس الوقت، وذلك في سبيل زيادة الإنتاجية، وتلبية جميع الاحتياجات المستقبلية. في هذا المقال، سنُسلّط الضوء على الحلول والتقنيات التي تهدف إلى دعم المزارعين، وتحسين إستدامة الثروة الحيوانية في الوطن العربي.
التحدّيات الرئيسية في قطاع الثروة الحيوانية
تواجه إستدامة الثروة الحيوانية في الوطن العربي العديد من التحدّيات التي يُؤثّر على صحّة الحيوانات، وعلى معدّلات إستنزاف الأراضي والمياه، والتي تتطلّب حلولاً ذكيّة للتعامل معها، من أبرزها:
- التغيّر المناخي: يُؤثّر المناخ على صحّة الحيوانات، وكذلك على تغذيتها، إذ تزيد حاجة الحيوانات للطعام والماء في موجات الحرّ والبرد الشديدَين. وتقلّ كفاءَتُها الإنتاجية، وأيضاً خصوبتها.
- التزايد السكاني: يُؤدّي لزيادة الطلب على المنتجات الحيوانية، والمياه، والأراضي الصالحة للزراعة، فيُؤثّر ذلك على الحيوانات، ومراعيها الطبيعية، وتغذيتها.
- ضعف الرعاية البيطرية: غياب الرعاية البيطرية المنتظمة يؤدّي إلى انتشار الأمراض بين المواشي، ممّا يزيد من معدّلات الوفيات، ويؤثّر سلباً على الإنتاجية. هذه الأمراض قد تكون مُعدية، وتنتشر بسرعة بين القطعان، ممّا يزيد من خسائر الإنتاج، ويهدّد الأمن الغذائي.
- عدم الإهتمام ببرامج التحسين الوراثي: يُؤدّي لفشل بعض مشاريع تربية الحيوانات.
- إنعدام جودة الأعلاف: يؤدّي الإعتماد على أعلاف منخفضة الجودة إلى مشكلات في صحّة الحيوانات وإنتاجيتها ونموّها.
- ندرة الموارد المائية: تقييد توفّر المياه اللازمة لشرب الحيوانات، واللاّزمة لري المحاصيل العلفية يحدّ من إنتاج الأعلاف، ممّا يفاقم المشكلة في المناطق الجافّة.
- إرتفاع تكاليف الإنتاج: تؤدّي زيادة تكاليف إنتاج الأعلاف ونقص المياه إلى إرتفاع تكاليف تربية الحيوانات، ممّا يشكّل ضغطاً على المزارعين.
دور الممارسات البيئية في استدامة الثروة الحيوانية:
تلعب الممارسات البيئية دوراً محوريًّا في تحقيق إستدامة الثروة الحيوانية، من خلال تحسين الإنتاجية جنباً إلى جنب مع الحفاظ على الموارد الطبيعية، وبالتالي تقليل الأثر البيئي، وتشمل هذه الممارسات:
- إستخدام طرق تربية المواشي الحديثة، وتقديم أفضل الأغذية للحيوانات التي تجمع العناصر الغذائية التي يحتاجونها.
- إعادة إستخدام النفايات الحيوانية كسماد طبيعي، لتقليل انبعاثات الغازات الضارّة مثل الميثان، ومنع تأثيرها الضار على التربة إذا كانت غير معالجة، وهو ما يُعرف بإدارة الثروة الحيوانية.
- تبنّي تقنيات الريّ.
المصدر:
https://nabd.com/
الثلاثاء، ٣ سبتمبر / أيلول ٢٠٢٤