أهمّية الحليب والألبان
لا أعتقد أنّ أي انسان يعيش على أرضنا لا يعرف أهميّة الحليب (اللبن) والألبان كغذاء أساسي لنمو الانسان.
فأنا لا زلت أذكر منذ طفولتي حتّى ما بعد سنّ المراهقة كيف كانت والدتي تعطينا، أنا وأخواتي، كوبنا اليومي من الحليب. طبعا" هذا عدا عن الأنواع المتعدّدة من الألبان والأجبان.
والتاريخ يشهد أيضا" أنّ الانسان كان أوّل من استهلك حليب الماشية وتفنّن، باختراع صناعة الألبان والأجبان منذ آلاف بل ربّما عشرات الآلاف من السنين.
وعندما أصبحت النساء تعمل وخاصة بعد منتصف القرن الماضي، كانت تطعم أطفالها حليب البقر.
وحيث أنّ هنالك اختلافات قليلة في تركيز وكثافة حليب الأمّ عن حليب البقر، قد يؤثر على هضمه عند القليل من الرضّع فكان لا بدّ من أن تستفيد بعض الشركات العالمية لانتاج الحليب المجفّف الخاص للأطفال بعد تعديله.
لكن منذ عدّة عقود حتى يومنا هذا، نقرأ ونسمع بدراسات واختبارات تصبّ كلّها على أضرار استهلاك الحليب والألبان عند الانسان.
ماذا حدث يا ترى؟
أتغيّرت تركيبة الانسان؟
أتغيّرت تركيبة أجسام الماشية؟
صحيح أنّ التربية المكثّفة للماشية قد ساعدت على مضاعفت انتاجها من الحليب لكن ما هو صحيح أيضا" أنّ تركيبة هذا الحليب لم تتغيّر بل بالعكس اذ انّ المزارع الكبيرة التي تستقبل الحليب الطّازج من قطيع الأبقار مثلا" تمزجها وتعقّمها وتعطينا نوعا" واحدا" مبسترا" بتركيبة واحدة ممّا جعل جميع الأنواع المباعة عالميا" وكأنّها منتجة من نفس البقرة.
لكن كما هو معروف، هنالك القليل من الناس عندها حساسية لللاّكتوز كما هنالك أيضا" الكثير ممّن لديهم حساسية للفراولة أو الموز أو الفول السوداني فدرجت الشركات بانتاج الحليب المجفّف الخالي من اللاّكتوز.
وأخيرا" ازداد استهلاك الحليب الصناعي المرادف لحليب البقر كحليب الصويا مثلا" حيث بدأنا نقرأ يوميا" مئات لا بل آلاف الدراسات التي تتحفنا بمضار استهلاك الحليب والألبان...
فهي تقصّر عمر الانسان... هي تزيد من أمراض القلب لوجود مادّة الزّبدة الدهنية... هي تؤذي الكلى وتنتج الحصي بداخلها... وقد تؤدي حتى الاصابة بالسرطان...و...و....
وجميع هذه الدراسات تقوم على نتائج احصائية لا يمكن لأحد اثباتها مئة بالمئة والعكس صحيح أيضا".
دراسات وأبحاث على مدّ النظر...
لكن تبقى نتائجها فيها نظر...
ترى من الذي يموّل هذه الدراسات وكلفتها قد تتعدّى عشرات الميليارات من الدولارات؟
من هو المستفيد؟ وكيف؟ ولماذا؟
من يتكلّف بنشر هذه الدراسات في وسائل الاعلام والعولمة؟
أسئلة لمن؟...ثمّ من يكترث؟... ومن قد يستمع اليها؟...
لكن هل يخفى القمر؟
وهل يخفى ما وراء الخبر؟