أزمة تبييض الشعاب المرجانية العالمية تنتشر بعد أشدّ عام حرارة، وفقاً للعلماء
قالت السلطات العلمية إنّ أكثر من أربعة أخماس مناطق الشعاب المرجانية في العالم تأثّرت بتبييض جماعي مدمّر ناجم عن درجات حرارة المحيطات القياسية، ممّا حوّل العديد من الشعاب المرجانية الملوّنة سابقاً إلى درجات باهتة تشبه الأشباح.

يحدث التبييض بسبب شذوذ في درجات حرارة المياه، يدفع الشعاب المرجانية إلى طرد الطحالب الملوّنة التي تعيش في أنسجتها. وبدون مساعدة هذه الطحالب في تزويد الشعاب بالعناصر الغذائية، لا تستطيع الشعاب المرجانية البقاء على قيد الحياة.
يُعدّ هذا الحدث العالمي الرابع لتبييض الشعاب المرجانية، وقد أعلنه العلماء قبل عام، ومنذ ذلك الحين لم تظهر عليه علامات تراجع تُذكر، وفقاً لمبادرة الشعاب المرجانية الدولية، وبيانات الإدارة الوطنية للمحيطات، والغلاف الجوي في الولايات المتحدة، والتي تتابع صحّة الشعاب. وبدلاً من ذلك، أصبح هذا الحدث الأوسع نطاقاً على الإطلاق، حيث خضعت 84٪ من مناطق الشعاب - من المحيط الهندي إلى الأطلسي إلى الهادئ - لضغط حراري شديد لفترة يُتوقّع أن تتسبّب في التبييض، وذلك حتى مارس 2025.
وكان العام الماضي هو الأشدّ حرارة على الإطلاق، والأول الذي يتجاوز بمقدار 1.5 درجة مئوية درجات الحرارة التي كانت سائدة قبل العصر الصناعي، ممّا أدّى إلى ارتفاعات غير مسبوقة في درجات حرارة المحيطات، وتسجيل ثلاثة أضعاف عدد موجات الحرّ البحرية مقارنةً بالأرقام القياسية السابقة في العالم...
في أحداث سابقة عام 1998 و2010 و2014-2017، تمّ تسجيل 21٪ و37٪ و68٪ من الشعاب تحت تأثير ضغط حراري يصل إلى مستوى التبييض، على التوالي.
وكان علماء الأحياء البحرية قد حذّروا في بداية العام الماضي من أنّ الشعاب المرجانية في العالم على شفا تبييض جماعي بعد شهور من درجات حرارة المحيطات القياسية، التي يغذّيها التغير المناخي الناتج عن الأنشطة البشرية، ونمط مناخ "إل نينيو"، والذي يؤدّي إلى ارتفاع غير طبيعي في درجات حرارة المحيط على طول خط الاستواء، وفي المحيط الهادئ.
وفي ديسمبر 2024، أعطى نمط "لا نينيا" الضعيف، والذي يجلب عادة درجات حرارة أبرد للمحيط، بعض الأمل للعلماء في أن ّالشعاب قد تتعافى، لكنّه لم يستمر سوى ثلاثة أشهر.
وبدلاً من ذلك، استمرّ التبييض في الانتشار، وفقاً لما قاله "ديريك مانزيلو"، منسّق برنامج مراقبة الشعاب المرجانية في الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي. وقد تمّت إضافة جزر سليمان، وبابوا غينيا الجديدة مؤخّراً إلى قائمة تضم 82 دولة وإقليماً سجّلت ضغطاً حراريًّا يصل إلى مستوى التبييض في مياهها.
وسيستغرق الأمر سنوات حتى يتمكّن العلماء من فهم مدى موت الشعاب المرجانية على المستوى العالمي، لكنّهم يقولون إنّهم قد لاحظوا بالفعل معدّلات نفوق واسعة النطاق في أجزاء من منطقة الكاريبي، والبحر الأحمر، وعلى طول الحاجز المرجاني العظيم في أستراليا.
المصدر: www.reuters.com