الماء هو الحياة
هل بقي أي إنسان عاقل في العالم أجمع لم يقرأ أو يسمع هذه الآية من القرآن الكريم والمترجم إلى جميع لغات الكون "وجعلنا من الماء كلّ شيء"؟
الماء...الماء...الماء... كتبنا منذ عقود على صفحات ههذه المجلّة أنّ الماء هو أرخص شيء لكنّه الأساس في صناعة الدّواجن.
أمّا اليوم فيمكننا القول أنّ الماء قد أصبح أندر- إن لم يكن أثمن- شيء في صناعة الدّواجن.
إنّنا نعيش في منطقة تفتقر نسبيّاً إلى الأمطار والأنهر والبحيرات وأهمّ مخزوننا من المياه هو في أعماق الأراضي القاحلة... والأنهر التي بدأت تنحسر سنة بعد سنة...
ألا نرى ما يجري حولنا من صراعات إقليميّة ودوليّة تهددّ بالحروب الميدانيّة؟
من الفرات إلى النّيل مروراً بنهر دجلة الحروب مستعرة كلاميّاً وعمليّاً وربّما ميدانيّاً
هل هدأت بين أثوبيا ومصر والسّودان حول السّدود على نهر النّيل؟
وهل نعرف حقّاً لماذا تريد إسرائيل ضمّ غور الأردن إليها اليوم؟
ولماذا قضمت هضبة الجولان؟
ولماذا لا نزال عينها على نهر اللّيطاني في لبنان؟
الجواب هو بكلّ بساطة: الماء... الماء أوّلاً...
هل نعي حقّأً نحن مربّو الدّواجن أهمّيّة الماء عندنا؟
هل نعرف كم نستهلك من الماء لإنتاج بيض ولحم الدّواجن؟
إليكم بعض الأرقام
لإنتاج كيلوجرام واحد من لحم الفراخ نحن نستهلك أكثر من 4300 ليتر من الماء الصّافي.
كما وكلّ بيضة تنتجها فراخنا تستهلك حوالي 200 ليتر من الماء أيضاً.
طبعاً أنّنا لا نتكلّم هنا على ما تستهلكه الفراخ من ماء الشّرب بل كلّ ما تحتاجه هذه الفراخ من ماء الشّفة لإنتاجها...المعالف، المشارب، التّنظيف، التّبريد، إستهلاك العمّال وكلّ متطلّبات المدجنة.
وفيما أنا أشكر الدّكتور تركي سراقبي على مقاله القيم عن أهمّية مياه الشّرب وليس فقط كمّاً بل نوعاً. أودّ أن ألفت انتباه المربّين عندنا أيضاً على أهمّيّة حرارة الماء الذي نقدّمه إلى فراخنا في أيّام الصّيف حيث يجب الإنتباه كلّيّاً غلى خزّانات المياه التي يجب أن تكون معزولة حراريّاً وبعيدة عن أشعّة الشّمس ويستحسن وجود مبرّدات للماء أثناء فصل الصّيف.
وبالنّتيجة مهما قلنا ومهما كتبنا ومهما عملنا نبقى مقصّرين تجاه الماء... هذا الكائن الجامد والحي، الهادئ والثّائر، العميق والشّفّاف... والأغلى في عالم لا يزال يجهل قيمته الحقيقيّة...
فالماء هو الحياة...
وهل يوجد في هذه الدّنيا ما هو أثمن من الحياة؟