“العنف،وما هوغير آفةتهددأمن وسلامةالمجتمعات في جميع أنحاء العالم منذالقدموحتى اليوم. الردبالعنف على العنف لم يكن سوى وقود لدوامة لا تنتهي من الصراعات والانتقامات والدمار.” موضوع كان يشغل ويدور في رأسي وأناعائدمن أحدأكبر المؤتمرات في العالم - مؤتمر الدواجن الاوروبي السادس عشر في فالنسيا، اسبانيا - الذي شهد نجاحاً كبيراً في وقت تشتعل فيه النيران في أوكرانيا وغزه، هذا وإن لم نذكر أيضاً السودان واليمن وثلاثين بلد آخر.
فمؤتمر الدواجن الاوروبي جمع 2500 عالم وعامل في قطاع الدواجن قادمين من 83 دولة من حول العام وخدم كمنصة ديناميكية لتبادل المعرفة والابتكار، حيث حوالي 580 دراسة علمية سلطت الضوء على آخر الابتكارات والأبحاث على أعلى مستوى علمي وصلت عليه صناعة الدواجن. هذا الحدث وغيره من الأحداث العلمية تجمع الإنسان من حيثما أتى وتنشر الصداقة والمحبة والسلام. فأخذت ّ أفكر كم أنا فخور بمشاركتنا، كفرد من عائلة دار النشر الزراعي الغذائي للشرق الأوسط، وكلبنانيين، وخاصة كعربي في هكذا نجاح. فالعنف لا يجلب غير العنف ولا يحارب الا بالسلام والسعي الدؤوب لتأمين أفضل أسس لحياة وغذاء الانسان ّوإني على يقين بأننا نحن المزارعون خير دليل على ذلك حيث نحارب بالسلاح الوحيدالذي نعرفه: العمل، والتحدي، والمثابرة والعزم رغم الصعوبات. تفاؤلي ليس فقط قائم على أحلام من غير أسس بل على تواجد المزيد من الشباب المفعمين بالأفكار الجديدة والمبتكرة والمندفعين صوب مستقبل واعد لصناعة الدواجن، ما يبشر بمستقبل زاهر حيث كل الجهود تتحد لتقديم الافضل. ففي عالم يشتد بالنزاعات نبقى نحلم ونسعى ولن نتوقف أو ّ نكل ليبقى الحلم الشعلة التي تغذي حياتنا. ومن هنا نستمر ونتحدى ونخطط لمشاريع كبيرة وجديدة على الصعيد العالمي والعربي ّ لنوحد جهودنا وخبراتنا وثقافاتنا سعياً لتعزيز الأمن البيولوجي والغذائي وتطبيق أفضل الممارسات، ورسم خطوط جديدة من الأمل والتفاؤل، وايجاد أفضل الطرق لاستخدامالموارد المحلية والاستعانة بالذكاء الاصطناعي لمواجهة الصعاب. فلنتحد ً جميعا، علماء ومزارعين ومستهلكين، في سبيل بناء ٍغد أفضل، حيث تتناغم التكنولوجيا مع الطبيعة، وتزدهر الحياة بتوازن واستدامة وتكون حقول الدواجن ً رمزا للتقدم والازدهار. ويبقى السؤال هل سنرى ً أفقا ً جديدا ينبثق أمامنا، يحمل في طياته مستقبًلا ً مشرقا لصناعة الدواجن؟ هل يبقى حلماً ً جميلا أم سنشهد نحن أو الأجيال التي ستأتي بعدنا عالماً بعيداًعن الحروب والصراعات؟ عالماً يحلو فيه العيش ّ ويؤمن فيه الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي عند الدول العربية؟ تبقى الأسئلة كثيرة والأحلام كبيرة والمشاريع مستمرة على أمل... حلمنا لن يتوقف
