المنبر الحر هل سارا (SARA) جيّدة للعجول |
|
إعداد: د. تركي سراقبي العراق |
لفت نظري كلمة سارا أو سارة والتي نعرف أنها إسم لكثير من البنات الجميلات الطيبات سواء عربيات أو أجنبيات وشرقيات أو غربيات ولكن ما علاقة سارة بالعجلات في مقال في مجلة بيطرية عن الأبقار؟ والتي أصبحت من النادر أن أنظر فيها أو أقرأ ما نشر فيها منذ أن تخصصت في الدواجن وأمراضها إلا ما يحن إلي من عملي الأول في المؤسسة العامة للأبقار في حماة، سوريا (1976) !؟
لقد وجدت أن هذه الكلمة غير سارة في الأبقار وأنّ من المعروف أنها تعني تحمض دم المجترات دون الحاد في الأبقار الحلوب الناضجة (Sub-Acute Ruminant Acidosis).
لكن العجلات عندما تصاب بها هل هذا يكون خبراً غير سارّ لنا ولهم أيضاً. قد لا يكون!
إنّ تحمّض دم المجترات دون الحاد (سارا) هو مرض يجب منع حدوثه في البقر الحلوب الحلاب. والنتائج المؤسفة للعلائق المركزة الغنية بالنشا التي تخلق درجة حموضة (بي إتش) منخفضة في كرش الأبقار كثيرة. من أقواها إلتهاب المعي، نقص إستهلاك العلف، إنخفاض إنتاج اللبن (الحليب)، إختلال ميكروفلورا الكرش، الأسهال، العرج، أذى نسيج الكرش طويل الأمد (مزمن) وخراجات الكبد. وهذه القائمة الطويلة المخيفة من أسبابها تجعلنا نستنتج أنّ حالة سارا يجب تجنّبها دون سؤال بغض النظر عن عمر الحيوان.
لكن الباحث (آني لارمان) من كندا قال "إن كرش العجلة مختلف جداً عن كرش أمها وخصوصاً في الأشهر الأولى من عمرها حيث تحدث في الكرش تغييرات كثيرة في القناة الهضمية عموماً. لذلك، لا يمكن أن نفترض أنّ العجلات يجب رعايتها على أنّها بقرات صغيرات منمنمة".
وعلى كلٍّ، فإنّ درجة حموضة الكرش (5.8) تؤشّر للحالة في البقرات وليس في العجلات لحدوث تطوّرات سريعة في كرشها (العجلة). وجود النشا بمعدّل (30 %) من عليقة الأبقار قد يقود إلى سارا لكنه لا يقع ذلك في العجلات.
وأستنتج أنّ حموضة الكرش أكثر ثباتاَ أثناء الفطام مع التّغذية الحرة للحبوب البدائية واالقش والعشب (المرعى). وأنّ حموضة كرش العجلات الصحيحة تبقى مجهولة، فإنّها أقلّ منها في الأبقار النّاضجة وأنّ إحداث زيادة سارا في العجلات اليافعة قد يكون مفيداً بتحضيض وحث الكرش على التطور.
وأشير إلى أنّ هذه الحالة تصيب الأغنام أيضاً حيث عُرفت هذه الحالة (النعجة
الحمرانة) في بادية الشام وتصاب بها النعجة عندما تأكل كمّية كبيرة من القمح
(دون علم صاحبها / بالخطأ) أو الخبز (بقايا الامخابز والأفران) لذي يتخمّر بسرعة في كرشها وتحمّض كرش النعجة ممّا يؤدي إلى نفوقها، ويعرف الراعي أو البدوي
هذه النتيجة الحتمية فيقوم بذبحها وسلخها ويرسلها للبيع في مدينة حماة حيث
تباع بحوالي (20 - 30 %) من سعرها الأصلي وتعرف بالـ (حمرانة) لأنّها تكون
حمراء ورديّة اللّون (ربّما بسبب سيولة الدم وإنتشاره في جسمها نتيجة الحموضة).