الأمن الحيوي و اللقاحات معاً عمادا حماية الدواجن من الأمراض المعدية |
|
إعداد: د. تركي سراقبي - اليمن |
إنّ الأمن الحيوي (البايوسيكيوريتي) والتحصين الوقائي (اللقاحات) هما بحق ركنا حماية الدواجن من الأمراض المعدية اللذان يحافظان على صناعة الدواجن وتحقيق تطوّرها وأرباحها وبدونهما لم ولن تقوم لها قائمة. فالبايوسيكيوريتي يجعل الدواجن آمنة الى حدّ كبير من ممرضات الدواجن المختلفة ويمنع وصولها لها أو مهاجمتها وعدواها وإمراضها، واللقاحات تمنع دخول الممرضات الى أجسامها وغزو أعضائها وإحداث الآفات بها ومن ثم حماية إنجازاتها من لحم وبيض والإثنان معاً (البايوسيكيوريتي واللقاحات) يمنعان تدهور الإنتاج أو يحدّان منه وكذلك النفوق وبالتالي الخسائر الأقتصادية التي قد تنتج عن المرض.
إنّ تطوراً كبيراً قد حدث في هذين الموضوعين في العقود الأخيرة وأصبحا مادتين أساسيتين في دراسة أمراض الدواجن في الجامعات (كليات الطب البيطري والزراعة والإقتصاد). كما تمّ إعتمادهما وتطبيقهما في صناعة الدواجن في جميع مرافقها ومنشآتها (مزارع، مصانع علف، مفاقس، مجازر، منافذ بيع).
هذا وقد تمّ إقرار البرامج والبروتوكولات الخاصة بهما وتأليف الكتيبات والأدلّة والنشرات عنهما ونشرت البحوث والمقالات العلمية التي تبيّن منافعهما إن تمّ تطبيقهما بشكل صحيح، والأضرار الناجمة عن إغفالهما أو التهاون أو الخطأ في تطبيقهما.
وقد شاركت في هذا الباب منذ وقت مبكر في نشر كثير من المقالات عن تنظيف منشآت الدواجن وتطهيرها وعن التطهير والمطهرات وعن اللقاحات والتلقيح وكان كتابي "طبّ الدواجن الوقائي" المنشور عام (2004) دليلاً علمياً عملياً مفصّلاً عن المناعة واللقاحات والتلقيح وعن المطهرات والتطهير والوقاية الحيوية والدوائية من أمراض الدواجن والذي اعتمده واستفاد منه كثير من العاملين في صناعة الدواجن من أطباء بيطريين ومهندسين زراعيين ومساعدين فنيين وكذلك شركات الدواجن ومؤسساتها المختلفة.
واليوم وبعد مرور سنوات حدثت خلالها تطوّرات كثيرة في مجال البايوسيكيوريتي (مركبات جديدة ومواد صديقة للحيوان والبيئة الخ...) واللقاحات (المؤتلفة والمعادة التركيب، المتغايرات الخ...) وطرق التلقيح (في البيض الخ..) والمختبرات والفحوصات (بي سي آر، الأليزا الخ...) أصبح لزاماً علينا تطوير معلوماتنا عن هذه المستجدات ورفع كفاءتنا في صياغة البرامج الوقائية وتطبيقها وتقييمها في الحقل والمختبر.